linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

الخوذ البيضاء تكمل عقدها الأول .. 10 سنوات من الأمل

الانتقال من مجموعة متطوعين يعملون في ظروف استثنائية إلى مؤسسة متكاملة وشاملة تطلّبَ جهداً كبيراً، وهذا الانتقال والتطور لم يكن مجرد استجابة لحاجة إنسانية ملحة، بل هو نتيجة التزام عميق بخدمة السوريين

مضت 10 سنوات على توقيع ميثاق تأسيس الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مؤسسة السوريين التي أخذت على عاتقها مسؤولية إنقاذهم من هجمات روسيا ونظام الأسد والاستجابة للكوارث، هذهِ المسؤولية توسعت على مر السنوات السابقة لتشمل العديد من القطاعات والمجالات التي تهدف إلى تسهيل حياة السوريين، والتخفيف عنهم بعد أكثر من 13 عاماً على حرب روسيا والنظام عليهم.

ويحيي الدفاع المدني السوري في الـ 25 تشرين الأول "يوم الدفاع المدني السوري"، و يصادف هذا اليوم ذكرى الاجتماع التأسيسي الأول في مدينة أضنة التركية، في 25 تشرين الأول عام 2014، وحضره نحو 70 من قادة الفرق التطوعية في سوريا والذين كانوا يعملون منذ نهاية عام 2012، ووضع المجتمعون ميثاقاً للمبادئ الخاصة بالمنظمة لتعمل تحت مظلة القانون الدولي الإنساني، وتم الاتفاق على تأسيس مظلة وطنية لخدمة السوريين، وإطلاق اسم "الدفاع المدني السوري" عليها، وشعاره من الآية في القرآن الكريم،"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
كانت السنوات العشر الماضية طويلة، ثقيلة، ومليئة بالألم والأمل، كان فيها الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى جانب أهلنا السوريين، وكانوا إلى جانبه، بادلوه المحبّة ووضعوا ثقتهم به سواءً كانوا على أرض سوريا أو من بلدان اللجوء، بالإضافة إلى كل من آمن برسالة الخوذ البيضاء حول العالم.

بعد 10 سنوات .. مؤسسة وطنية سوريّة جامعة
لكن ماذا حدث خلال 10 سنوات من عمر الخوذ البيضاء؟ حدثَ الكثير .. أنقذت الخوذ البيضاء أرواحاً كثيرة وفقدت أرواحاً، استجابت لكارثة الزلزال وكوارث أخرى، نفذت مشاريع نوعية في شتى المجالات، لكن الأهم، كان نموها كمؤسسة وتطورها لتتحول إلى كيان خدمي شامل، لا يقتصر عملها على الاستجابة الطارئة للقصف والغارات فقط، بل تقدم عديد الخدمات التي تساهم في تخفيف آثار الحرب والكوارث على السوريين، وتثبت نفسها كمظلة وطنية سوريّة، تعمل من أجل السوريين لا من أجل نفسها، محطمة بذلك قاعدة "المجتمع في خدمة المؤسسات" والتي عرفها السوريون من نظام الأسد طوال العقود الخمس الماضية من حكمه، وتستبدلها الخوذ البيضاء بقاعدة "المؤسسة في خدمة المجتمع".
وعلى مدار السنوات الماضية تغيّرت هيكلية الخوذ البيضاء الإدارية، وتنوعت البرامج الإدارية، وتطورت القدرات المؤسساتية والعملياتية، كل هذا لتلبية حاجات السوريين، وتقديم خدمة أفضل لهم، مع بقاء مهمة إنقاذ الأرواح في صلب ومركز عمل المؤسسة.


برامج متنوعة في خدمة السوريين
حتّم نمو المؤسسة وتطورها وجود برامج تواكب هذا التطور، كما أن وجود برامج متخصصة يساهم استجابة أفضل ومنظمة، ويرفع من مستوى الخدمات وجودتها، ويضيف إجمالاً من فعالية المؤسسة من التعامل مع تداعيات حرب النظام وروسيا المستمرة والكوارث الطبيعية والحالات الطارئة، وفي هذا السياق قُّسِمَت البرامج في الخوذ البيضاء حسب المهام إلى:
الاستجابة الطارئة: ويشمل برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء، وبرنامج الحماية، وبرنامج الصحة.
تعزيز المرونة المجتمعية: ويشمل برنامج البنى التحتية والخدمات المجتمعية العامة، وبرنامج إدارة مخلفات الحرب.
العدالة والمحاسبة: وهو برنامج يسعى إلى تحقيق العدالة للسوريين من خلال جمعة الأدلة والشهادات وتوثيقها وتقديمها للجهات الحقوقية الدولية المعنية، باعتبار متطوعو الخوذ البيضاء هم أول المستجيبين.


خلال 10 سنوات .. إنقاذ الأرواح وحمايتها مستمر
بقيت الاستجابة لهجمات النظام وروسيا على السوريين خلال عقدٍ من عمر الخوذ البيضاء أولوية للمؤسسة، فـ "إنقاذ روح يعني إنقاذ البشرية جميعاً"، وعلى مرِّ السنوات استجابت فرق الدفاع المدني السوري لعشرات الآلاف من الهجمات الجوية والأرضية والهجمات الكيميائية، واستطاعت فرق الخوذ البيضاء إنقاذ أكثر من 128 ألف مدني، إلى جانب الاستجابة للكوارث الطبيعية وعلى رأسها زلزال شباط 2023 المدمر، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) للكارثة منذ اللحظات الأولى واستطاعوا إنقاذ 2950 شخصاً من تحت الأنقاض بينما انتشلوا 2172 ضحية، ولم تقتصر الاستجابة على عمليات الإنقاذ بل استمرت أعمال الدفاع المدني السوري في المراحل اللاحقة لتشمل فتح الطرق وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار للحفاظ على أرواح المدنيين، بالإضافة إلى عمليات رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل.


وشكّلت أعمال فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، حيث تشكل الذخائر غير المنفجرة من حملات قصف النظام وروسيا خطراً دائما وطويل الأمد على المدنيين في شمال غربي سوريا، ومنذ أن بدأت أعمالها قامت فرق إزالة مخلفات الحرب بإزالة أكثر من 25 ألف ذخيرة غير منفجرة من تلك المخلفات، إلى جانب عشرات الآلاف من جلسات التوعية في المدارس، والحقول، وحاولت الوصول إلى جميع فئات المجتمع لرفع الوعي ضد مخلفات الحرب.
وضمن جهود الخوذ البيضاء في الحفاظ على أرواح السوريين أطلقت في آب 2016 خدمة "الراصد" هو نظام تحذير مبكر يقوم بإرسال تحذيرات متعلقة بحركة الطيران الحربي في سوريا قبل وقوع الغارات وذلك بهدف إنذار المدنيين وتخفيف أعداد ضحايا القصف الجوي.

10 سنوات .. والمتطوعات جنباً إلى جنب مع المتطوعين
تؤمن مؤسسة الدفاع المدني السوري بالدور الحقيقي الذي يمكّن المرأة من المشاركة في العمل والعطاء بكل مجالات الحياة، ولذلك كانت المتطوعات جنباً إلى جنب مع المتطوعين في جميع المهام منذ اللحظة الأولى لتأسيس الخوذ البيضاء لتشغل المتطوعات مكانة مهمة في المؤسسة، وفي 2017 تم تأسيس مراكز صحة النساء والأسرة في المؤسسة، وتقوم متطوعات الخوذ البيضاء بجميع الأعمال دون استثناء إلى جانب المتطوعين.
وبعد انضمام متطوعات في الخوذ البيضاء للمرة الأولى في شمال غربي سوريا، إلى فرق الذخائر غير المنفجرة (UXO) في العام 2022 ضمن اختصاص المسح غير التقني وذلك في مهمة جديدة يؤدينها في معركتهنّ للحفاظ على المجتمعات ولإنقاذ الحياة، تم توسيع دورهن خلال العام الماضي ليشمل فرق الإزالة، لتثبت المرأة السورية في كل لحظة أنها بالخطوط الأمامية، في السلم وفي الحرب، وكانت رائدة في التعليم والقيادة وبناء الأجيال، واليوم هي رائدة في حماية المجتمعات وإنقاذ الأرواح.

وتم توسيع عمل مراكز صحة النساء والأسرة خلال العام الماضي لتشمل الخدمات السابقة (إسعافات أولية والصحة الإنجابية ، والتمريض والضماد) لتشمل خدمات الدعم النفسي الإجتماعي، والمعالجة الفيزيائية، وخدمات الصحة المجتمعية (التوعية الصحية)، وفي خطوة لتعزيز الخدمات والوصول للرعاية الصحية، تم تفعيل خدمة المناوبات 24 ساعة في مراكز صحة النساء والأسرة خلال هذا العام.

مشاريع نوعيّة لبناء الحاضر والمستقبل
خلال 13 عاماً عاثت آلة حرب النظام وروسيا دماراً هائلاً في سوريا، ثم جاءَ زلزال 6 شباط 2023 ليفاقم من هذا الدمار، ويعمّقَ من معاناة السوريين وسط بنية تحتية هشّة، وهنا بدأت مؤسسة الدفاع المدني السوري سلسلة من مشاريع البنية التحتية، ولم تكن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرافق أساسية وإعادة تأهيل طرقات وشبكات مياه وصرف صحي فحسب، بل كانت تهدف أيضاً إلى تأمين الاستقرار للسكان وكان هذا الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التخطيط طويل الأجل، ورغم أن المؤسسة كانت تعمل خلال السنوات السابقة على مشاريع خدمية لدعم الصمود المجتمعي والتعافي المبكر للمجتمعات، لكن الاختلاف بعد الزلزال كان كماً ونوعاً بهذه المشاريع والأعمال.
وكان آخر المشاريع التي قام بها الدفاع المدني السوري افتتاح مدرسة خالد بن الوليد في مدينة جنديرس شمالي حلب، بعد الانتهاء من مشروع إعمار المدرسة الذي أطلقته المؤسسة منذ نحو عام، بالتعاون مع منظمة JTS الكورية، الداعمة للمشروع بعد دمار المدرسة بفعل زلزال 6 شباط 2023، وفتحت المدرسة أبوابها لـ 4 آلاف طالب وطالبة لتكون صرحاً تعليمياً آمناً و صحياً ومستداماً، في خطوة هي الأهم في بناء المجتمعات واستثمار في مستقبلها، مُؤكدون التزامنا الدائم بالمساهمة الفعّالة في إحداث التغيير الإيجابي الآني والمستدام، في المجتمعات التي هي بحاجة للمساعدة بشكل عادل وشفاف.


ونفذت فرقنا أيضاً عدة مشاريع داعمة للتعليم، منها ترميم 22 مدرسة في شمال غربي سوريا، ومشروع الصحة المدرسية والإصحاح البيئي في 33 مدرسة بمنطقتي عزمارين ودركوش بريف إدلب الغربي، ومنطقتي الشويحة وترحين في ريف حلب الشرقي، ومشروع بناء سور وتجهيز ساحة مدرسة في مدينة مارع لتأمين بيئة آمنة للطلاب، ومشروع ترميم كلية التربية في عفرين الذي شمل مشروع إعادة التأهيل والترميم، بما في ذلك الإصلاحات الهيكلية، واستبدال المعدات المتضررة، إضافة لبناء مقهى الكتاب للطلاب كلية التربية، ومشروعٌ آخر لترميم وتأهيل كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي،بالإضافة لأعمال تجهيز شبكة لمياه الشرب وشبكة صرف صحي، لتخديم العيادات السنية التابعة لجامعة حلب في المناطق المحررة بمدينة اعزاز شمالي حلب.

كما أنجزت الخوذ البيضاء عشرات المشاريع النوعيّة التي تستهدف إلى إعادة تأهيل ودعم البنية التحتية في شمال غربي سوريا، وتنوعت هذهِ المشاريع بين إعادة بناء مرافق مدمرة كما في حالة جامع الملند، وإعادة تأهيل الطرق حيث تلعب شبكة المواصلات دوراً محورياً في دعم قدرة المجتمع على الصمود والتعافي المبكر، وتحسينها يسهل الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعزيز الأنشطة الاقتصادية أمر حيوي لإعادة بناء الحياة، لتحقيق نتائج هادفة ودائمة.
ومن الطرق التي تم إعادة تأهيلها، سواءً من قبل الخوذ البيضاء بشكل كل أو من خلال شراكات عملياتية مع منظمات سورية أخرى، طريق الجسر الثالث وطريق عفرين كفرجنة، في عفرين بطول أكثر من 11 كم، وطريق القندرية ـ عين البيضا في ريف جرابلس بطول نحو 8500 متراً، وطريق العامود ـ سرمدا بطول نحو 5 آلاف متر، وطريق سرمدا – مفرق كفردريان بطول 3150، وطريق النمرة - الغفر في ريف إدلب الغربي بطول 6000 متر، ومشروع تأهيل مدخل مدينة إدلب الغربي، وطريق السوق في مدينة جسر الشغور، بالإضافة لتبحيص أكثر من 50 مخيماً في شمال غربي سوريا.

وفي إطار المساهمة في رفع مستوى الصحة العامة، وتقليل انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، قامت الخوذ البيضاء بتنفيذ العديد من مشاريع إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي في عددٍ من المناطق شمالي غربي سوريا منها مشروع تنفيذ شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في تجمعات مخيمات كفركرمين ـ الكمونة والذي يخدم 7500 منزل بطول شبكة يصل لنحو 90 ألف متر، ومشروع تجهيز شبكة للصرف الصحي بطول 1650 متراً على طريق سرمدا - البردقلي شمالي إدلب، حيث يوفر المشروع خدمة الإصحاح لأكثر من 6000 مدني، كما نفذت فرقنا تمديد شبكة الصرف الصحي لمشفى منشأ حديثاً في بلدة بنش شرقي إدلب، بالإضافة إلى مشروع توسيع شبكة الصرف الصحي في قرية حوار النهر قرب مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، بطول يبلغ أكثر من 2100 متر، ومشروع إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 3,050 متراً في مجتمع بابكة، ومشروع تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 5050 متراً وشبكات مياه الشرب بطول 3300 متراً ضمن مدينة الباب، ومشروع لإيصال شبكات المياه والصرف والصحي لمخيمات الفداء وبشمارون في ريف إدلب الغربي من البلدات المضيفة، ومشروع توسعة شبكات الصرف الصحي في مدينة اعزاز شمالي حلب، وإنشاء شبكات صرف صحي في الأحياء السكنية غير المخدّمة في المدينة، بطول أكثر من 7000 متراً.


وفي إطار دعم الواقع الصحي في شمال غربي سوريا، شكّل الدفاع المدني السوري مطلع العام الحالي تحالف عملياتية، بهدف تنسيق الجهود والتعاون للمساهمة في تحسين واقع الإستجابة الإنسانية وتحقيق استجابة أفضل عبر تنفيذ مشاريع مشتركة، حيث بدأت باكورة هذا التحالف ببناء وتجهيز مركز للعلاج الإشعاعي والتشخيص المتقدم للأورام، وتأسيس وتشغيل منشآت صحية متعددة، ومشروع زراعة الحلزون، ودعم تشغيلي وإدارة لمنشآت صحية متعثرة تضم مشافي ومراكز رعاية صحية أولية ومراكز إسعافية و مراكز غسيل كلى ومراكز علاج فيزيائي و أطراف صناعية، بالإضافة للمشاركة في بناء مركز لعلاج السرطان ضمن مشروع إنشاء مدينة سامز الطبية، وذلك عبر التحالف العملياتي للدفاع المدني السوري مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية، والمنتدى السوري.

10 سنوات من التضحية
لقد جعلنا عملنا الداعم للمجتمعات التي تتعرض للهجمات أهدافًا عالية المستوى بالنسبة لقوات النظام وروسيا، على مدى السنوات السابقة، فقد الدفاع المدني السوري 312 متطوعاً، كان معظمهم نتيجةً للغارات الجوية المزدوجة والهجمات المباشرة من قبل قوات النظام وروسيا على الفرق أثناء عملهم على إنقاذ المدنيين كما تعرضت مراكزنا وفرقنا للاستهداف عشرات المرات.


وبالتوازي مع الاستهداف على الأرض يتعرض الدفاع المدني السوري للهجوم إعلامياً عبر حملة تضليل إعلامي مدعومة من روسيا لاستهداف سمعة المؤسسة وتصوير المتطوعين كـ "إرهابيين" والهدف من هذه الهجمات الإعلامية هو تقويض مصداقية الأدلة التي جمعناها عن بعض أبشع جرائم الحرب في عصرنا مثل الهجمات بالأسلحة الكيميائية على المدنيين أو قصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة.
قدمت روسيا هذه المزاعم مراراً وتكراراً، حتى أنها قدمتها في الأمم المتحدة، لكن لا يمكن للاتهامات الزائفة الصمود أمام الحقائق والأدلة الدامغة.


ومع ذلك فإن معظم هذه الجهود تركز على الإنترنت حيث ثبت أن هناك جيشاً من الذباب الإلكتروني البرمجي والبشري ينشر عمداً أدلة زائفة عن عملنا، تتناسب هذه الهجمات مع الاستراتيجية الروسية الشاملة التي تسعى لتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن هذه الهجمات الإعلامية تثبّط من معنويات متطوعينا أحياناً، إذ لا يمكننا مواجهة حملة وراءها موارد الحكومة الروسية، ولكننا نعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم يعرفون حقيقة سوريا وسوف يصطفون معاً للوقوف دعماً لعملنا و المجتمعات التي نخدمها.

لم تكن السنوات الـ10 الماضية سهلة، فالانتقال من مجموعة متطوعين يعملون في ظروف استثنائية إلى مؤسسة متكاملة وشاملة تطلبَ جهداً كبيراً، وهذا الانتقال والتطور لم يكن مجرد استجابة لحاجة إنسانية ملحة، بل هو نتيجة التزام عميق بخدمة السوريين المتضررين من حرب النظام وروسيا والكوارث وتحقيق الاستدامة في العمل الإنساني، وها هو عامٌ أخر ينتهي من عمر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ليبدأ أخر يتجدد فيه الأمل والحلم بتحقيق العدالة للسوريين، ويعود المهجّرين إلى بيوتهم ومنازلهم، لتركّزَ المؤسسة جهودها في إعادة بناء سوريا، وإنشاء مستقبلها جنباً إلى جنب مع السوريين.












Test