linkedin twitter facebook github pinterest left right up down youtube instagram email menu close

تصعيد خطير للنظام وروسيا على الشمال السوري...المنشآت الطبية والمرافق الحيوية تحت القصف

ينظر الدفاع المدني السوري إلى القصف الذي استهدف مشفى ومرافق حيوية على أنه تحدٍ صارخ للإنسانية وللقانون الدولي الإنساني، ويطالب المجتمع الدولي بالوقوف بحزم أمام هذه الممارسات اللاإنسانية الممنهجة وبمحاسبة نظام الأسد ومن يدعمه


صعّدت قوات النظام وروسيا قصفها الجوي والصاروخي على الشمال السوري بشكل خطير، اليوم الأحد 21 آذار، مستهدفة منشأة طبية، وعدد من المرافق الحيوية الأخرى، في ريفي حلب وإدلب، مخلفة قتلى وجرحى مدنيين وخسائر مادية كبيرة، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ في حال استمراره، لاسيما أن القصف استهدف منطقة باب الهوى التي تدخل منها المساعدات الإنسانية الأممية، ويثبت أن النظام وروسيا مستمران بسياسة العقاب الجماعي للمدنيين في ظل الصمت الدولي وغياب المحاسبة.

مجزرة بقصف النظام على مشفى الأتارب

ارتكبت قوات النظام مجزرة بقصفها مشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي، صباح اليوم الأحد 21 آذار، راح ضحية المجزرة 7 مدنيين بينهم طفل وامرأة وجرح أكثر من 15 آخرون، بينهم 9 من كوادر المشفى (5 أطباء و3 ممرضين وفني) فيما خرج المشفى عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر بقذائف المدفعية، وما تزال حصيلة القتلى غير نهائية لوجود حالات حرجة بين المصابين، وعملت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على إخلاء مشفى الأتارب الجراحي، جرّاء القصف، ونقلت المصابين إلى مراكز طبية في المنطقة.

وتعرض المشفى نفسه للاستهداف خلال الحملة الأخيرة بشهر شباط 2020 حيث استهدف الطيران الحربي المشفى ما أدى لمقتل شاب نازح في المدينة كان على طريق المشفى.

وتعتبر مدينة الأتارب من أكبر المدن بريف حلب الغربي وتعرض أكثر من 30 % من المباني فيها للتدمير جراء القصف الممنهج، وبلغ عدد سكانها قبل الهجمة العسكرية الأخيرة للنظام وروسيا مطلع عام 2020، 65 ألف نسمة، منهم 25 ألف نازح من مختلف المناطق السورية، وعاد منهم بعد وقف إطلاق النار والهدوء النسبي الذي تشهده المدينة أكثر من 50 ألف مدني.

العالم يحمي كوادره الطبية بينما نظام الأسد يقتلها

ويأتي الاستهداف للمشفى في وقت يعاني فيه الشمال السوري نقصاً كبيراً في الكوادر والمنشآت الطبية، نتيجة للحملات العسكرية المتتالية، ووسط معاناة مستمرة بسبب جائحة كورونا، يعتبر هذا الاستهداف استمراراً لسياسة النظام وروسيا الممنهجة باستهداف المنشآت الطبية والمشافي، والتي تسببت بشكل مباشر حرمان المدنيين من خدماتها، دون أدنى اعتبار للقيم الإنسانية ولما يمر به العالم من كارثة حقيقية (تفشي جائحة كورونا) الأمر الذي يوجب حماية الكوادر الطبية والمشافي بدل قصفها.

واستجاب الدفاع المدني السوري لأكثر من 63 هجوماً استهدف مشافي ومنشآت طبية من قبل قوات النظام وروسيا منذ 2019 حتى اليوم، تسببت تلك الهجمات بمقتل عدد من المرضى والكوادر الطبية، كما تسببت بحرمان ملايين المدنيين من الخدمات الطبية وزادت من معاناتهم.

وتم توثيق أكثر من 566 هجوم على مرافق طبية منذ 2011 وحتى شهر شباط 2020 بحسب منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، كان نظام الأسد إلى جانب حلفائه من الروس والإيرانيين المسؤولين عن الغالبية العظمى من تلك الهجمات.

غارات جوية روسية تستهدف مناطق حيوية شمالي إدلب

وبعد ساعات من مجزرة مشفى الأتارب، شنَّ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على عدة مناطق بريف إدلب، ما أدى لمقتل مدني وإصابة أخر، إذ استهدفت 4 غارات جوية معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارت الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودي والذي يعتبر الشريان الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية الأممية، والذي يضم عدداً من المنشآت الحيوية.
وأدى هذا الاستهداف لحرائق ضخمة وأضرار مادية بمواد مستوردة كانت محملة في تلك الشاحنات ، كما تم استهداف بقذائف مدفعية كازية ومركز توزيع وقود جنوب بلدة سرمدا دون تحقيق إصابات .

وامتدت الغارات الجوية الروسية إلى ريف إدلب الجنوبي حيث شنت غارتين على حرش القياسات في محيط قرية بسنقول على الطريق الدولي حلب اللاذقية غرب مدينة أريحا، فيما استهدف قصف مدفعي أطراف مدينة أريحا وقرى الرامي وبينين وسرجة بجبل الزاوية.

صاروخ أرض ـ أرض يستهدف شمالي إدلب

كما استهدفت قوات النظام وروسيا بصاروخ أرض ـ أرض أطراف المخيمات في منطقة صلوة شمالي إدلب عصر اليوم الأحد 21 آذار، ما أدى لإصابة مدني بجروح خطرة، ونفوق عدد من المواشي.

وخلال الفترة الماضية استهدف قوات النظام وروسيا منطقة الحراقات في قرية ترحين شرقي الباب وسوق المحروقات في قرية الحمران جنوبي جرابلس، حيث

استهدفت قوات النظام وروسيا بصواريخ بعيدة المدى محملة بقنابل عنقودية منطقتي الحمران وترحين في 5 آذار ما أدى لمقتل 4 مدنيين بينهم متطوع بالدفاع المدني السوري، إصابة 42 آخرين وخسائر مادية كبيرة جداً، كما أصيب مدنيان، مساء يوم الأحد 14 آذار، إثر قصف قوات النظام وروسيا بصواريخ أرض ـ أرض تحمل قنابل عنقودية، قرية الحمران شرقي حلب بالتزامن مع قصف مماثل على قرية ترحين بالريف نفسه سبب حرائق كبيرة في بمصافي تكرير الوقود البدائية.

خروقات مستمرة لوقف إطلاق النار

وبالرغم من خضوع الشمال السوري لاتفاق وقف إطلاق النار منذ عام فإن قوات النظام وروسيا واصلا القصف واستهدف المدنيين، حيث استجاب الدفاع المدني السوري منذ 6 آذار 2020 حتى أمس السبت 20 آذار 2021 لأكثر من 1,250 هجوماً من قبل النظام وروسيا من بينها أكثر 90 هجوماً بالغارات الجوية تم فيها شن 250 غارة، وأدت تلك الهجمات لمقتل 167 شخصاً من بينهم 13 طفلاً و13 امرأة، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ أكثر من 560 شخصاً أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 92 طفلاً و78 امرآة.

إن التصعيد الذي حصل اليوم على الشمال السوري، أمر خطير جداً ويهدد حياة أكثر من 4 ملايين سوري، بينهم أكثر من مليوني مهجر قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة واستهداف منطقة معبر باب الهوى الذي تدخل منها المساعدات الإنسانية، وإن عدم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم هو بمثابة الضوء الأخضر لهم للاستمرار بقتل السوريين وإطلاق يدهم في الاستمرار باستهداف المدنيين ومسح مدن على الخارطة وتهجير سكانها، فالمجتمع الدولي مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته وحماية المدنيين في سوريا، والسعي الجاد لمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات والجرائم بحق السوريين.

Test